دراسة تحليلية للآيات التي تناولت النفس الواحدة التي خلق منها الأزواج

الملخص

يتناول هذا البحث الآيات التي تحدثت عن خلق البشرية من نفس واحدة وخلق زوجها منها في كل من سورة النساء والأعراف والزمر، في محاولة للإجابة عن سؤاله الرئيس؛ ما أبرز الدلالات القرآنية التي تضمنتها آيات الخلق من نفس واحدة وخلق الزوج منها في سورة النساء والأعراف والزمر؟، وذلك بهدف بيان الدلالات التي تحملها الأفعال المختلفة في الحديث عن خلق الزوج من النفس الواحدة في السياقات المتشابهة في هذه السور الثلاث، وبيان الدلالات البلاغية لكل منها وارتباطها بسياقها، وذلك باتباع المنهج الاستقرائي والتحليلي والاستنباطي.
وقد توصّل الباحثان لعدد من النتائج كان من أبرزها؛ تفرّد سورة النساء بالتعبير عن خلق الزوج من النفس الواحدة بالفعل (خلق) لتقرير قاعدة المساواة في الخلق بين الذكر والأنثى وعدم تفاضلهما في هذا، بينما كان التعبير عن هذه القضية في سورتيّ الأعراف والزمر بالفعل (جعل) لأنها جاءت بمعرض الحديث عن منّة الله تعالى بتصيير الأزواج بعضهم لبعض، لكن اختلفت سورة الأعراف عن سورة الزمر بعطف الفعل بـ(الواو) لأنها قصدت تقرير النعمة واستحقاق الله للعبادة بالمجمل، بينما كان العطف في الزمر بـ(ثمّ) لكونها اعتنت بتفصيل بيان هذه النعمة وتعدادها، وبهذا جاءت كل آية متناسبة مع سياق السورة الذي جاءت فيه ومقصدها العام.