الأحاديثُ المنتقدةُ في الصحيحينِ عند المعاصرين بدعوى مخالفة الذَّوق العام / حديثُ إغتسال موسى عليه السلام أنموذجاً

الملخص

عُنيت السَّنةُ النبويَّةُ بتوجيهِ النَّاسِ إلى الأخلاق الفاضلةِ , والآدابِ السَّمحةِ , والسَّلوكِ الحسنِ , فَجاءَ هديُ النبَّي صلى الله عليه وسلم مُتفقاً مع الفطرةِ السَّليمةِ , والذَّوقِ العام في المجتمع , وكلِّ خلقٍ انساني يتفق عليه العقلاء , يَجدُ ذلك كلُّ مُطَّلع على مصادر السَّنةِ الكثيرةِ وبخاصَّة صَحيحي البُخاري ومُسلم , فَحوتْ احاديثهما الشيءَ الكثير من هذا , إلا أنَّ البعض أبى إلا
أنَّ يطعنَ في بعضِ هذه الأحاديث الصَحيحةِ الثابتةِ , ويتذرع بذرائع واهية , ويتبعُ غَيرَ سبيلِ المحدِّثينَ في النَّقد الحديثي , والبحث العلمي , فَجاء هذا البحثُ لِيَخْتَارَ أُنموذجاً واحداً من هذه الأحاديث المطعون فيها بدعوى مخالفةِ الذَّوقِ العام وهو حديث اغتسال موسى عليه السَّلام في ملأ من بني اسرائيل لِيَردَّ على هذه الطُّعون , ويُبيَّن عِنايةَ السنَّة النبويَّة بالذَّوق العام , ويّوضح حدوده وضوابطه بمنهج علمي نقدي يَستَبْطِنُ منهجاً استنباطياً يناسب هذا البحث وحدوده