الانحرافات العقائدية في كتاب (المصحف المفسر) لمحمد فريد وجدي (عرض ونقد)

صالح سالم أبو منديل, نسيم شحدة ياسين

الملخص


يدور هذا البحث حول أحد مؤلفات الكاتب المصري محمد فريد وجدي، وهو كتابه في التفسير (المصحف المفسر)، حيث يتناول البحث تعريفًا مختصرًا بمؤلف الكتاب ومنهجه في تفسيره، وبيان مدى التزامه بمنهجه في تفسير الآيات القرآنية، ومن ثَمَّ الانتقال إلى أبرز الانحرافات العقائدية في تفسيره لآيات القرآن الكريم، حيث ظهر انحرافه في باب الإلهّيات؛ وخاصةً في توحيد الأسماء والصفات، فلم يلتزم بالقواعد المقررة عند أهل السنة والجماعة في التعامل مع توحيد الأسماء والصفات، فاستحدث أسماءً جديدة، وأنكر الكثير من الصفات الثابتة في القرآن والسنة، وأول البعض الآخر منحرفًا بذلك عن إجماع أهل السنة والجماعة، مقتفيًا آثار المعتزلة وغيرهم من المتكلمين، كما ظهر انحرافه أيضًا في موقفه من تفسير لفظ "الكرسي" ونسبته لله تعالى، حيث قام بتأويل الكرسي بالعلم، وظهر انحرافه جليًّا في باب الغيبيات، فقد أعمل عقله في نظرته لحقيقة خلق الملائكة والجن، وادّعى أنَّها أرواح مجردة عن المادة، مخالفًا بذلك النصوص الثابتة في القرآن والسنة وإجماع العلماء في حقيقة خلق الملائكة من مادة وهي النور، ولم يقف عند هذا الحدّ؛ بل جاء بخرافات الغرب وأكاذيبهم مثل استحضار الأرواح، حيث استدلَّ بها على وجود الملائكة والجن، وقام بتضعيف ما ورد في الكثير من الأحاديث الصحيحة والثابتة في البخاري ومسلم وغيرهما، كما ظهر انحرافه أيضًا في باب المعجزات، حيث فسَّر المعجزات الواردة في القرآن الكريم مثل إحياء الموتى، وخروج الماء من التنور في قصة نوح، وطير الأبابيل في قصة أصحاب الفيل، وفسّرها بتفسيرات عقلانية بعيدة عن روح الإعجاز؛ وذلك بسبب افتتانه بالعلم الغربي الحديث، فرد هذه المعجزات مخالفًا بذلك منهج أهل السنة والجماعة، ومخالفًا لمنهجه الذي زعمه في بداية تفسيره، كما انحرف في عقيدة اليوم الآخر؛ وخاصةً في اعتقاده بالنفخ في البوق يوم القيامة، حيث أنكر أن يكون البوق والنفخ فيه حقيقة؛ بل هو كناية من كنايات اللغة العربية.

الكلمات المفتاحية


الانحرافات_ العقائدية_ المصحف_ المفسر_ وجدي

النص الكامل:

PDF


Creative Commons License
هذا العمل مرخص حسب Creative Commons Attribution 4.0 International License.