الرقابة الحكومية ودورها في مواجهة الفساد المالي والاداري في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الملخص
من المشاكل التي أصبحت مستعصية وتهدد حاضر الشعوب ومستقبلها مشكلة الفساد المالي والإداري، وقد تميزت خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بندرة حالات الفساد، وقد تناول البحث الأساليب التي اتبعتها حكومة عمر في النأي عن الفساد بكل اشكاله، ومن الاستنتاجات التي خرج بها البحث، بأن الخليفة عمر كان يهتم بالرقابة الوقائية لكي يعالج الخطأ قبل وقوعه وكان يحاسب نفسه قبل أن يحاسب الناس. وكان قوام سيرته في إدارة الدولة هي الخشية من الله سبحانه وتعالى والإحساس بأنه ليس له ولولاته حق في أموال المسلمين أكثر من حق المسلمين. وكان عمر رضي الله عنه لا يولي من الرجال إلا من ثبتت أمانته ونزاهته وكفاءته، ولا يكتفي بحسن الاختيار فقط بل بتعقب سيرة الولاة أثناء الولاية ليعرف مدى التزامهم بالمبادئ التي ولاهم على أساسها. ويحصي أموالهم قبل الولاية وبعد نهاية الولاية ليعرف مدى إثرائهم من المنصب. وكان عمر يطلب من عماله الإفصاح عن مصادر أموال الدولة وطريقة جبايتها. وكانت مساءلة عمر هي الرقيب على عمل الولاة والمانع ضد وقوع الفساد. ومن التوصيات التي خلص إليها البحث: على الحاكم الذي يريد مكافحة الفساد المالي والإداري أن يبدأ بنفسه أولا فيعفها وأن يمنع أهله وحاشيته وأقاربه من التقرب من مواطن الفساد لكي لا يتجرأ بقية الرعية على التقرب من الفساد.